samedi 3 novembre 2012

الخميس 26 جانفي 1978 ... ما اشبه اليم بالامس

وقائع موصوفة : 26 جانفي 1978
الخميس ... مضلم حقّا !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشرقت الشمس ... ليس كالعادة !
تعالى ضجيج ... في الفضاء الصّامط ...
تلاه صراح ؟!
عويل ... نباح كلاب...
اختفت الشمس ! تلاها ضباب !
لا ... هذا ليس ضباب !
كانه دخان ... دخان اسود ... كثيف !
انه يوم الخميس اتى الامر ...
اي امر ؟
اه لم تسمع بعد ؟
الامر الذي جعل يوم الخميس عطلة ّ...
الاوامر هي الاوامر ...
(زجاج يتحطّم)
ما هذا ؟!
انه سخط البشر على البشر ...
دوي انفجار، رائحة رصاص ...
آه، انه "الديفيلي" ...
ولكن ... ؟
نعم، نعم كل له لغته ...
السنا احرار ؟
نعم، الديمقراطية شعارنا، يحيا "الديفيلي" ...
"الديفيلي" يغزو النقابات الحرّة 
يا اخي الديفيلي لابد منه ...
انه مهرجان تعبر فيه القاعدة عن "الزيادة" ...
اليس من الديمقراطية ان نتكلّم ؟
ومذا نقول ؟ كل عام و انتم بخير ؟
لا، هذه عبارات لا تغني من جوع و لا تخفظ في "التاكس"
لقد تقرر ربط الديفيلي بالمؤتمرات السنوية للاتحاد ...
كل عام و انتم بـ"زيادة" ...
نطلب مؤتمر ... "للصّلح" ...
مؤتمر خارق للعادة ... ولكن لمذا ؟!
انت لا تفهم، لنزع القيادة طبعا ... و احالة المهرجين على المحاكم و تنصيب و توسيم اصحاب الكفاءة "المتملقين"
انه العدل يا اخي 
وافق رجال قواري الصافية على ذلك ...
وافقو ايضا على رفع الحصانة عن القيادة (الاتحاد العام التونسي للشغل) صاحبة اللسان الطويل ..
من فعل ذلك ؟
الا تعرف المجلس ؟ نواب الشعب، طبعا، الذين انتخبناهم منذ عقدين او اكثر من الزمن، الا تذكر ؟
انصار حزبنا "العتيد" ... ادامه الله "بركانا" للحرية ...
انت الذي يرفع راسه عاليا في "دار" الحزب فقط ...
بعبارات "تفظل" ... "شكرا" ... "انوه باسم الشعب و باسم الخاص"
مشيرا الى "خصال" الحزب ...
وشكرا...
تشكر من و لماذا ؟!
اشكرهم على "الفرصة" التي اتاحها لي جناب "المجلس" حتى اتحدث امام الكاميرا ... و تعالي الهتافات و التصفيق من اصحاب الاشداق العريضة ...
وهل على الشعب ان يوافق ؟!
طبعا و الّا ... ؟!
ثم وقف الجميع في المجلس ترحما على ارواح الشهداء ضحايا يوم "الديفيلي" و ردد الجميع النشيد الراقص "الا خلّدي ..." و حكم على قيادة النقابة بالايقاف و التجريد من الصلاحيات نظرا لما لم يحدث ... رفعت الجلسة !!


هذا المقال كتبه والدي في يوم 26 جانفي 1978 عندما قرر الحبيب بورڨيبة حلّ قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire